إنذار أحمر في السودان… ومصر تترقّب فيضانات مفاجئة من سد النهضة
ما إن أطلق السودان الإنذار الأحمر لتحذير مواطنيه من الفيضانات على امتداد الشريط النيلي، ومع بداية تدفق صور وأنباء المياه التي تغرق القرى وتغمر المحاصيل، سادت حالة من القلق في أوساط الدول المجاورة.
فيضان صناعي
أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، بأن الفيضانات ناتجة عن فتح بوابات سد النهضة بسبب عدم تشغيل توربينات توليد الكهرباء فيه. وقد تم تصريف كميات ضخمة من مياه النيل الأزرق خلف السد الإثيوبي بقرار من أديس أبابا، من دون التنسيق مع دولتي المصب، مما أدى إلى أضرار كبيرة في السودان.
تستغرق رحلة مياه النهر من الحدود السودانية-الإثيوبية إلى خزان السد العالي في مصر قرابة 15 يوماً. ومنذ يوم السبت، فتحت إثيوبيا بوابات المفيض، فتدفقت كميات هائلة من المياه إلى النهر، بلغت قرابة 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يتجاوز الكمية المعتادة، مما أدى إلى عجز السدود السودانية عن استيعابها.
سوء الإدارة
خاضت القاهرة والخرطوم مفاوضات مع الحكومة الإثيوبية التي بدأت بناء السد عام 2011. ولم تؤد سنوات التفاوض إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث وينظم إدارة السد. وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثير السد على حقوقهما في مياه النيل وسوء إدارة السد من طرف واحد.
أكد وزير الموارد المائية المصري الأسبق محمد نصر علام أن تشغيل السد دون تنسيق قد يسبب أضراراً، كما يحدث حالياً من ملء السد بالكامل مع عدم تشغيل معظم التوربينات، مما أدى إلى تصريف كميات كبيرة من المياه أضرت بالسودان.
استمرار الفيضان
يتوقع أن يستمر تفريغ كميات كبيرة من المياه لمدة يومين أو ثلاثة، ثم تنخفض إلى نحو 300 مليون متر مكعب بعد أن تفرغ إثيوبيا قرابة 4 مليارات متر مكعب. ويشير الخبراء إلى أن الأضرار التي لحقت بالسودانيين دليل على صحة التحذيرات من أن الإدارة المنفردة للسد ستلحق الضرر بدولتي المصب.
وأضاف شراقي أن عدم التنسيق وتبادل المعلومات مع إثيوبيا له عواقب كارثية، وما يحدث الآن مثال على ذلك.